«مرسى» خلال جلسة محاكمته «مرسى» خلال جلسة محاكمته
استمعت، أمس، محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، برئاسة المستشار شعبان الشامى، لشهادة اللواء عادل عزب، مسئول ملف نشاط الإخوان بجهاز أمن الدولة «المنحل»، والمشرف على التحريات التى قام بها الشهيد المقدم محمد مبروك، فى قضية التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومى، والمتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات الإخوان.
.. وهيئة المحكمة أثناء نظر القضية أمس
وخلال الجلسة قدمت النيابة العامة التقارير الطبية الخاصة بالمتهمين محمد البلتاجى وعيد دحروج وخيرت الشاطر وعصام العريان، وخطاب الأمن الوطنى بشأن القائمين على تأمين المنافذ الشرقية، ومنها القنطرة شرق وكوبرى السلام ونفق الشهيد أحمد حمدى، كما أكدت إعلان الشاهد اللواء عادل عزب الذى مثل أمام المحكمة.
وقال «عزب» إنه يعمل لواء بقطاع الأمن الوطنى وإنه مسئول عن إدارة العنف والأمن الداخلى حالياً، ووقت الواقعة كان مسئولاً عن ملف نشاط الإخوان، وتولى ملف الإخوان منذ عام 1992 وحتى ثورة 25 يناير، وإن جماعة الإخوان أُسست للدعوة، ولكنها انحرفت عن مسارها، وكانت تعمل من خلال جهازين، أحدهما علنى، وأخر سرى ينفذ أغراض الجماعة الخاصة بالتنظيم السرى، وهى خلق حالة من الفوضى بالمجتمع وقلب الأنظمة الموجودة بالمنطقة العربية.
وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين هى أول جماعة أطلقت العنف منذ أربعينات القرن الماضى، وقامت بارتكاب جرائم الاغتيالات والتدمير والانفجارات، وأنهم استغلوا الإسلام فى جذب تعاطف المصريين، وللأسف قاموا بتشويه صورته، مشيراً إلى أن بداية سلسلة الاغتيالات بدأت تظهر بوضوح منذ محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر، واستمرت حتى الآن بارتكاب الحوادث الإجرامية التى حدثت بعد 30 يونيو من قتل الضباط وضرب مؤسسات الحكومة لإسقاط الدولة وليس النظام، لأن النظام سقط فى «25 يناير»، ولكنهم حاولوا إسقاط المجتمع المصرى.
وأضاف «عزب» أن قضية تخابر الإخوان مع جهاز استخبارات أمريكى وتنظيمات دولية ليست وليدة اليوم، ولكنها قضية قديمة بدأت منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، ودورهم فى السعودية وحرب العراق والكويت، وأنه أينما وُجد الأمريكان وُجد الإخوان، وأن الإخوان كانوا أداة أمريكا لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكانوا ينفذون خطط أمريكا فى تفكيك الدول العربية، إلا أن مصر حماها الله بناسها ومجتمعها وتدين أهلها، وأكد أن الإخوان حاولوا «أخونة» الدولة المصرية حتى يستطيعوا تفكيك المجتمع المصرى وتنفيذ سياسات أمريكا.
«الجماعة» أُسست للدعوة لكنها انحرفت لخلق الفوضى والعنف والاغتيالات وانتهجت العنف منذ أربعينات القرن الماضى
وقال الشاهد إنه كان مديراً للشهيد محمد مبروك الذى أجرى التحريات بالواقعة، وإنه لم يشاركه فى إجرائها، ولكنه أطلعه عليها، وإنه يوم 21 يناير بدأت اتصالات الإخوان ببعضهم، وتم تسجيل المكالمات التى دارت بين محمد مرسى والمتهم أحمد عبدالعاطى، وكان «عبدالعاطى» هو الذى يدير الحوار، ويعطى الأوامر، رغم أن «مرسى» كان أعلى سلطة منه، وأخبره «عبدالعاطى» بأنه سافر والتقى مع أحد عناصر الاستخبارات الأمريكية وقابله فى تركيا، إلا أن «مرسى» أبدى تخوفه من لقاء عميد المخابرات الأمريكية، وأن يكون للإخوان دور، إلا أن «عبدالعاطى» طلب منه أن يقوموا بـ«أخونة الدولة» وأن يكون للإخوان دور ورقم صحيح بالبلاد، ولكن تخوف «مرسى» أيضاً من أن يكون للأمريكان طرف آخر غيرهم، ومن بينهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فرد عليه «عبدالعاطى»: «لأ، همّا ما بيتصلوش بيه»، فرد «مرسى»: «ممكن تكون جهة أخرى بتتصل بيه»، فأجاب «عبدالعاطى»: «وليكن.. بس إحنا الأصل»، وجاء فى المكالمات إن تركيا وقطر قد يكون لهما دور، لما لقطر من مال وإعلام وسياسة.
وأوضح الشاهد أن «حماس» صنيعة إخوانية، وأن الإخوان كانوا يتخابرون معهم، وكانت هناك وثيقة تثبت تحالف الإخوان مع «حماس» قدمها بملف القضية، وأنه يحوزها الآن وقدمها لهيئة المحكمة، وهى معنونة باسم «النظام الأساسى للإخوان المسلمين بفلسطين حركة المقاومة الفلسطينية»، وأن المتهم خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الجماعة الشخصية الأقوى للجماعة، هو المسيطر على التنظيم المالى للجماعة، ورغم أنه لم يتم ذكر اسمه فى مكالمات محمد مرسى وأحمد عبدالعاطى، فإن دوره قديم فى التخابر، فقد سبق اتهامه وقضى بالسجن 7 سنوات، وأنه عند إلقاء القبض عليه عام 2007 تم العثور على وثائق، وبمطالعتها تبين أنها تكشف ما حدث بالبلاد الآن، ومنها وثائق باسم «المجموعات الساخنة»، وهى التى تعمل فى الهيكل التنظيمى للجماعة ويطلق عليها «الخلايا النائمة».
وأضاف «عزب» أنه بالرغم من وصول «الجماعة» إلى سدة الحكم وتكوين حزب لها باسم «الحرية والعدالة»، فإنهم لا يريدون أن يختزلوا فى حزب سياسى، ولكنهم يتمسكون بالجماعة لأنها تنظيم دولى، ولا يريدون الوطن فقط، ولكن العالم كله.
.. و«البلتاجى» فى القفص أمس
وأوضح الشاهد أن جماعة الإخوان المسلمين هدفها هدم المنطقة العربية وجعلها متخلفة لتكون إسرائيل هى المتحكمة فى الشرق الأوسط وتعمل على هدم الإسلام وخلق إسلام جديد، وأن الإخوان يصنفون إلى نوعين، نوع المضلِّلين الذين لا أمل فيهم، ونوع آخر «مضلَّلون» وهم المخدوعون الذين نريد أن نأخذ بأيديهم، وأوضح أن الإخوان حاولوا خلق نزاعات طائفية بالبلاد، ووضعوا الفتيل بين عنصرى الأمة حتى يتم تقسيم الوطن إلى إسلام سياسى واتجاه ليبرالى، وأشار إلى أن مصر خُدعت لفترات، ولكن سرعان ما استعادت نفسها، فهى مستهدفة من أيام «الفاطميين» الذين خدعوا المصريين وجعلوهم يأكلون الحلاوة، ويرتدون الطربوش، ولكن سرعان ما خلعوهم بعدها.
وواصل اللواء عادل عزب سرده للوثيقة التى أثبتت تحالف «الإخوان المسلمين» مع «حماس»، وقال إنه كان يهدف لإدخال المجاهدين إلى فلسطين، وأن تتسم جماعة الإخوان بالجهادية، وكان تعليمهم وتدريبهم يتم فى صالات «الجيمانيزيوم»، فاعترض المتهمون على كلمة «جيمانيزيوم» وقالوا أنهم لا يفهمون معناها، فرد القاضى عليهم: «معناها صالات الجيم»، ووجه حديثه لـ«البلتاجى»: «إزاى ما تعرفش الحديد يا بلتاجى.. علبتين سمنة فيهم أسمنت وترفعهم بإيديك.. ما هو ده اللى فتقك يا بلتاجى».
: الخميس، 16 أكتوبر 2014